فصل: سورة الإنسان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (24):

{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
{بَاسِرَةٌ} كالحة أو متغيرة.

.تفسير الآية رقم (25):

{تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
{فَاقِرَةٌ} داهية أو شر أو هلاك أو دخول النار.

.تفسير الآية رقم (26):

{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
{بَلَغَتِ} الروح {التَّرَاقِىَ} وهي أعلى الصدر جمع ترقوة.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
{رَاقٍ} يرقيه بالرُّقى وأسماء الله تعالى الحسنى أو من طبيب شاف أو يقول من يرقى بروحه أَمَلائكة الرحمة أم ملائكة العذاب (ع).

.تفسير الآية رقم (28):

{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}
{وَظَنَّ} تيقن أنه مفارق للدنيا (ع).

.تفسير الآية رقم (29):

{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} اتصل الآخرة بالدنيا (ع) أو الشدّة بالشدّة والبلاء بالبلاء شدّة كرب الموت بشدّة هول المطلع أو التفت ساقه عند الموت أو التفاف الساق بالساق عند المساق قال الحسن رضي الله تعالى عنه (ماتت رِجْلاه فلم يحملاه وقد كان عليهما جوالاً، أو اجتمع عليه أمران شديدان الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه).

.تفسير الآية رقم (30):

{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}
{الْمَسَاقُ} المنطلق أو المستقر.

.تفسير الآية رقم (31):

{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)}
{فَلا صَدَّقَ} كتاب الله تعالى {وَلا صَلَّى} لله عزّ وجلّ أو فلا صدق بالرسالة ولا آمن بالمرسل كذب الرسول صلى الله عليه وسلم وتولى عن المرسل أو كذب بالقرآن وتولى عن الطاعة نزلت في أبي جهل.

.تفسير الآية رقم (33):

{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
{يَتَمَطَّى} يختال في نفسه (ع) أو يتبختر في مشيته أو يلوي مطاه وهو ظهره.

.تفسير الآية رقم (34):

{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)}
{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} وليك الشرّ وعيد على وعيد أو لك الويل، لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم ببطحاء مكة متبختراً في مشيه فدفع في صدره وهزّه بيده وقال {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} فقال أبو جهل إليكم عني أتوعدني يا ابن أبي كبشة وما تستيطع أنت ولا ربك الذي تزعم أنه أرسلك شيئاً فنزلت هذه الآيات.

.تفسير الآية رقم (36):

{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
{سُدىً} مهملاً لا يعترض عليه أو باطِلاً لا يبعث أو ملغى لا يؤمر ولا ينهى أو عبثاً لا يحاسب ولا يعاقب.

.تفسير الآية رقم (37):

{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
{تُمْنَى} تراق ومنى لإراقة الدم بها أو تنشأ وتخلق أو تشترك لاشتراك ماء الرجل بماء المرأة.

.سورة الإنسان:

.تفسير الآية رقم (1):

{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)}
{هَلْ أَتَى} قد أتى أو أأتى {الإِنسَانِ} آدم عليه الصلاة والسلام خلق كخلق السماوات والأرض وما بينهما في آخر يوم الجمعة أو عام في كل إنسان (ع) {حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} أربعين سنة بقي آدم عليه الصلاة والسلام فيها مصوراً من طين لازب وحمأ مسنون ثم نفخ فيه الروح بعد ذلك أو تسعة أشهر في بطن أمه أو زمان غير محدود (ع) {لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} في الخلق وإن كان عند الله تعالى شيئاً مذكوراً أو كان شيئاً غير مذكور لأنه كان مصوراً ثم نفخ فيه الروح فصار مذكوراً.

.تفسير الآية رقم (2):

{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)}
{خَلَقْنَا الإِنسَانَ} كل بني آدم اتفاقاً {نُّطْفَةٍ} إذا اختلط ماء الرجل وماء المرأة فهما نطفة أو النطفة ماء الرجل فإذا اختلط في الرحم بماء المرأة صار أمشاجاً {أَمْشَاجٍ} اختلاط المائين أو ألوان (ع) قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر» وقيل نطفة الرجل حمراء وبيضاء ونطفة المرأة صفراء وخضراء أو الأمشاج العروق التي في النطفة أو الأطوار نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم كسوتها باللحم {نَّبْتَلِيهِ} نختبره بالخير والشرّ أو نختبره بشكره في السرّاء وصبره في الضرّاء أو نكلفه العمل بعد خلقه أو نأمره بالطاعة وننهاه عن المعصية أو فيه تقديم تقديره فجعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه بالاختبار أو التكليف أو بالسمع والبصر.

.تفسير الآية رقم (3):

{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}
{السَّبِيلَ} الخير والشر أو الهدى والضلالة أو سبيل الشقاوة والسعادة أو خروجه من الرحم. {شَاكِراً} مؤمناً أو كافراً أو شاكراً للنعمة أو كفوراً بها ولما كان شكر الله تعالى لا يؤدى لم يأت فيه بلفظ المبالغة ولما عظم كفره مع الإحسان إليه جاء بلفظ المبالغة.

.تفسير الآية رقم (5):

{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)}
{الأَبْرَارَ} الصادقون أو المطيعون لأنه بَرُّوا الآباء والأبناء أو لكفهم الأذى (حتى عن الذر) (ح) أو لأدائهم حقوق الله تعالى ويوفون بالنذر {كَأْسٍ} كل كأس في القرآن فإنما يعنى بها الخمر {كَافُوراً} عين في الجنة اسمها كافور أو كافور الطيب تمزج به لبرده فيكون برد الكافور وطعم الزنجبيل أو لريحه ويختم بالمسك أو لطعمه فيكون طعمها طعم الكافور.

.تفسير الآية رقم (6):

{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)}
{يَشْرَبُ بِهَا} ينتفع بها أو يشربها وهي التسنيم أشرف شراب أهل الجنة يشربها المقربون صرفاً وتمزج لسائر أهل الجنة بالخمر واللبن والعسل {يُفَجِّرُونَهَا} يقودونها حيث شاءوا من الجنة ويمزجونها بماء شاءوا {تَفْجِيراً} مصدر للتكثير أو يفجرون من تلك العين عيوناً لتكون أوسع.

.تفسير الآية رقم (7):

{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)}
{بِالنَّذْرِ} بما فرض من العبادات أو بما عقدوه على أنفسهم من حقّ الله تعالى أو بعهد من عاهدهم أو بالأيمان إذا حلفوا {مُسْتَطِيراً} فاشياً أو ممتداً.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)}
{عَلَى حُبِّهِ} على حب الطعام أو على شهوته أو على عزّته {وَأَسِيراً} المسجون المسلم أو العبد أو أسرى المشركين ثم نسخ بالسيف أو لم ينسخ.

.تفسير الآية رقم (9):

{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)}
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ} لم يقولوا ذلك ولكن علمه الله تعالى منهم فأثنى به عليهم {جَزَآءَ} بالفعال {وَلا شُكُوراً} بالمقال قيل نزلت في السبعة الذين تكفلوا أسرى بدر أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وأبو عبيدة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

.تفسير الآية رقم (10):

{إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)}
{عَبُوساً} تعبس الوجوه من شرّه، والقمطرير: الشديد أو العبوس الضيق والقمطرير الطويل أو العبوس بالشفتين والقمطرير بالجبهة والحاجبين فذلك صفة الوجه المتغيّر من شدائد ذلك اليوم.

.تفسير الآية رقم (11):

{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)}
{نَضْرَةً} بياضاً ونقاءً أو حسناً وبهاءً أو أثر النعمة نضرة وجوههم وسروراً في قلوبهم.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}
{جَنَّةً} يسكنونها {وَحَرِيراً} يلبسونه أو الحرير أثر العيش في الجنة ومنه لبس الحرير ليأثر في لذّة العيش نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري نذر نذراً فوفاه أو في علي وفاطمة نذر صوماً ودخل فيه وخبزت فاطمة رضي الله تعالى عنها ثلاثة أقراص شعير ليفطر علي رضي الله تعالى عنه على قرص وتفطر هي على آخر ويأكل الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما الثالث فسألها مسكين فأعطته أحدها ثم سألها يتيم فأعطته الثاني ثم سألها أسير فأعطته الثالث وباتوا طاوين.

.تفسير الآية رقم (13):

{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}
{الأَرَآئِكِ} الأسرّة (ع) أو كل ما يتكأ عليه {لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً} أي لا يحتاجون إلى ضيائها لأنهم في ضوء دائم أو لا يتأذون بحرّها {زَمْهَرِيراً} برداً شديداً أي لا يرون حراً ولا برداً أو لون من العذاب أو الزمهرير هنا القمر لا يحتاجون إليه لأنهم في ضوء دائم.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)}
{وَذُلِّلَتْ} لا يرد أيديهم عنها شوك ولا بعد وإذا قام ارتفعت وإذا قعد نزلت.

.تفسير الآية رقم (15- 16):

{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
{قَوَارِيرَاْ} هي من فضة في صفاء القوارير. أو قوارير في بياض الفضة، قوارير كل أرض من تربتها وأرض الجنّة فضة (ع) {قَدَّرُوهَا} في أنفسهم فجاءت على ما قدروا (ح) أو على قدر أكفْ الخدم أو على مقدار لا تزيد فتفيض ولا تنقص فتغيض أو على قدريهم وكفايتهم لأنه ألذ وأشهى أو قدرت لهم وقدروا لها سواء.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)}
{زَنجَبِيلاً} اسم التي فيها مزاج شراب الأبرار أو يمزج بالزنجبيل والعرب تستطيبه لحذوه اللسان وهضمه المأكول أو الزنجبيل طعم من طعوم الخمر تصف العرب به.

.تفسير الآية رقم (18):

{عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}
{سَلْسَبِيلاً} اسم لها أو سَلْ سبيلاً إليها قاله علي رضي الله تعالى عنه أو سلسلة السبيل يصرفونها حيث شاءوا تسيل في حلوقهم انسلالاً أو حديدة الجرية أو لأنها تنسل عليهم في مجالسهم وغرفهم وطرقهم.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}
{مُّخَلَّدُونَ} لا يموتون أو صغاراً لا يكبرون وشباباً لا يهرمون (ح) أو مسوَّرون (ع) {مَّنثُوراً} لكثرتهم أو لصفاء ألوانهم وحسن مناظرهم.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}
{نَعِيماً} كثرة النعمة أو كثرة التنعم {كَبِيراً} لسعته أو لاستئذان الملائكة عليهم وتحيتهم بالسلام.

.تفسير الآية رقم (21):

{عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
{طَهُوراً} لا يبولون منه ولا يحدثون عنه بل عرق يفيض من أعراضهم كريح المسك أو لأنها طاهرة بخلاف خمر الدنيا أو ليس في أنهار الجنة نجاسة خلاف أنهار الدنيا.